الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا -والله أعلم- أنه لا يجوز لك خطبة هذه الفتاة، فإن ظاهر الحال، ومن خلال السؤال، أنها قد وافقت على الخطبة، ولم تصرح برفضها هذا الخاطب.
وإن كانت قد وافقت عليه إرضاء لأهلها، أو على أمل أن يتقبله قلبها، أو لنحو ذلك من الأسباب، فهذا كله لا تأثير له.
فالواجب عليك قطع كل علاقة لك بها، فلا يجوز للمسلم أن يكون على علاقة بامرأة أجنبية عنه، كما بينا في الفتوى رقم: 30003.
وإن تبين فيما بعد أنها قد فسخت خطبته، فلا حرج عليك في التقدم لخطبتها، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 196461.
وفي نهاية المطاف: إن فات أمر زواجك منها، ولم يكن لك سبيل إليه، فابحث عن غيرها.
ولا ينبغي للمسلم أن يعلّق أمر زواجه بامرأة بعينها، ولا يضيّق على نفسه واسعًا، فالنساء كثير، ولا يدري المسلم أين الخير؛ فليكثر من الدعاء، وليفوّض أمره إلى الله، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وانظر الفتوى رقم: 8757، ورقم: 19333.
والله أعلم.