الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس هنالك ما يدعو للقلق، فما أحسست به من شيء من التغير تجاه خطيبك قد يكون أمرا عاديا سببه كثرة اللقاء بينكما أو أي سبب آخر، ومثل هذا اللقاء الذي يهدف للتعارف - حسب زعم الناس - لا يجوز في أصله؛ لأنك أجنبية عن هذا الشاب حتى يعقد لك عليه العقد الشرعي.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: يقول بعض الخاطبين: إنني أحدثها من أجل أن أفهم عن حالها، وأفهمها عن حالي، فيقال: ما دمت قد أقدمت على الخطبة، فإنك لم تقدم إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالها، ولم تقبل هي إلا وقد عرفت الشيء الكثير عن حالك، فلا حاجة إلى المكالمة بالهاتف، والغالب أن المكالمة بالهاتف للخطيبة لا تخلو من شهوةٍ، أو تمتع شهوة، يعني شهوة جنسية، أو تمتع، يعني تلذذ بمخاطبتها، أو مكالمتها، وهي لا تحل له الآن حتى يتمتع بمخاطبتها أو يتلذذ. اهـ.
وقد يكون ما تشعرين به من ضيق أثرا من الآثار السيئة لمثل هذه المخالفة الشرعية، فالواجب التوبة من ذلك حتى ييسر الله لكما الاجتماع على خير.
وإن كان هذا الشاب على صفات حسنة -كما ذكرت- وخاصة فيما يتعلق بدينه وأخلاقه، فلا ننصحك بتركه، بل احرصي عليه، ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
وتغير المشاعر لا يعني أنه لا خير لك في الزواج منه، وجدوى الاستخارة تظهر في التوفيق لتمام الزواج من عدمه، فإن تم فتيقني أن الخير فيه، وإن لم يتم فقد صرف الله عنك السوء، ففوضي الأمر إلى الله تعالى؛ لأن هذه هي حقيقة الاستخارة. وراجعي للمزيد الفتوى رقم: 123457.
والله أعلم.