الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنجمل الجواب ما سألت عنه في النقاط التالية:
أولاً: نسأل الله أن يمن عليك بالشفاء، وأن يلبسك ثوب الصحة والعافية، إنه جواد كريم.
ثانيًا: اقتراحك على أخيك أن يودع ماله وديعة طويلة الأجل بالبنك الربوي، لا يجوز، فاستغفر الله تعالى منه، وكون الأخ قد كان يودع ماله قبل ذلك بنفس البنك الربوي، فيتحمل هو إثم ذلك، لكن كان الواجب نصحه بالكف عن ذلك، لا إقراره عليه.
ثالثاً: ما ذكرته من حالك يظهر منه كونك فقيرًا محتاجًا، وإذا كان كذلك، فأنت من مصارف المال الحرام، قال النووي في المجموع: وإذا دفعه -المال الحرام- إلى الفقير لا يكون حرامًا على الفقير، بل يكون حلالًا طيبًا. انتهى.
وعليه؛ فلا حرج عليك فيما استعملته من ذلك فيما مضى، وإذا ملكته بقبضك له، فيصح لك الانتفاع به في كل ما هو مباح.
رابعًا: لا تمل من نصح أخيك بالكف عن استثمار المال في البنك الربوي، ويمكنه أن يستثمره بالبنوك الإسلامية الموجودة هناك، وينتفع بالأرباح التي سيعطاها نتيجة استثمار المال فيما هو مباح، جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي ما يلي: يحرم على كل مسلم يتيسر له التعامل مع مصرف إسلامي أن يتعامل مع المصارف الربوية في الداخل أو الخارج، إذ لا عذر له في التعامل معها مع وجود البديل الإسلامي، ويجب عليه أن يستعيض عن الخبيث بالطيب، ويستغني بالحلال عن الحرام. انتهى.
والله أعلم.