الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما يسمى بنظام المقاسمة في الوقت، قد بينا حكمه سابقًا بما يغني عن إعادته، فانظره في الفتوى رقم: 102869.
وهذا الشرط فيه إجمال، وهو قولهم: (في حال تأخر الفريق الثاني عن دفع الصيانة السنوية البالغة .. دينار أردني عن هذا الإشغال، والمرتبطة مباشرة بتغطية مصاريف الكهرباء، والماء، وما يتبعها من صيانة تهدف لديمومة المشروع جاهزًا): يحتمل ما يتعلق بالصيانة التشغيلية، وغير التشغيلية، والمستأجر إنما يتحمل الصيانة التشغيلية، وأما نفقات الصيانة غير التشغيلية، فتكون على المؤجّر لا على المستأجر طوال مدة الإجارة.
والشروط الجزائية في العقد منها ما هو مقبول -كحلول باقي أقساط الإجارة عند امتناع المستأجر من الدفع-، فقد جاء في قرار مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنعقد في دورة مؤتمره السابع بجدة، في المملكة العربية السعودية من: 7-12 ذي القعدة: 1412هـ، الموافق 9 – 14 أيار ـ مايو ـ 1992م، بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع البيع بالتقسيط، واستكمالًا للقرار 51 ـ 2ـ 6ـ بشأنه، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله، قرر ما يلي: إلى أن قال:
خامسًا: يجوز اتفاق المتداينين على حلول سائر الأقساط عند امتناع المدين عن وفاء أي قسط من الأقساط المستحقة عليه، ما لم يكن معسرًا. هـ.
وأما المبلغ الذي يتحمله من يتراجع عن الاتفاق، فإنما يكون بحسب الضرر الفعلي، جاء في قرار "مجمع الفقه الإسلامي" بشأن موضوع الشرط الجزائي:
الشرط الجزائي في القانون هو اتفاق بين المتعاقدين على تقدير التعويض الذي يستحقه من شُرِط له عن الضرر الذي يلحقه إذا لم ينفذ الطرف الآخر ما التزم به، أو تأخر في تنفيذه ...: يجوز أن يشترط الشرط الجزائي في جميع العقود المالية، ما عدا العقود التي يكون الالتزام الأصلي فيها دينًا ؛ فإن هذا من الربا الصريح ...
الضرر الذي يجوز التعويض عنه يشمل: الضرر المالي الفعلي، وما لحق المضرور من خسارة حقيقية، وما فاته من كسب مؤكد، ولا يشمل الضرر الأدبي، أو المعنوي.
لا يعمل بالشرط الجزائي إذا أثبت من شُرط عليه أن إخلاله بالعقد كان بسبب خارج عن إرادته، أو أثبت أن من شُرط له لم يلحقه أي ضرر من الإخلال بالعقد... اهـ.
وعلى كل؛ فالعمل في الشركة لا حرج فيه من حيث الإجمال، وعليها مراجعة العقود لتكون منضبطة تمامًا بالضوابط الشرعية، سالمة من المحاذير والشبهات، وفق ما بيناه سابقًا.
والله أعلم.