الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن حقّ الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل لا يشاركها فيه أحد من أهله، وليس له أن يجبرها على مساكنتهم في مسكن واحد، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: فَالْجَمْعُ بَيْنَ الْأَبَوَيْنِ وَالزَّوْجَةِ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ، لَا يَجُوزُ (وَكَذَا غَيْرُهُمَا مِنْ الْأَقَارِبِ)؛ وَلِذَلِكَ يَكُونُ لِلزَّوْجَةِ الِامْتِنَاعُ عَنْ السُّكْنَى مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا; لِأَنَّ الِانْفِرَادَ بِمَسْكَنٍ تَأْمَنُ فِيهِ عَلَى نَفْسِهَا، وَمَالِهَا حَقُّهَا, وَلَيْسَ لِأَحَدٍ جَبْرُهَا عَلَى ذَلِكَ. وَهَذَا مَذْهَبُ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ، وَالشَّافِعِيَّةِ، وَالْحَنَابِلَةِ. اهـ.
فالنصيحة لهذه المرأة أن تتفاهم مع زوجها، وتبين له أنّ عليه أن يوفر لها مسكناً مستقلا، لا تتعرض فيه لأذى من أهله، أو غيرهم، وأنّ عليه أن يبر والديه، ويصل رحمه دون أن يظلم زوجته، أو يحملها فوق طاقتها. وراجعي الفتوى رقم: 66448.
فإن كان الزوج لا يقدر على توفير مسكن مستقل، واستطاعت الزوجة أن ترجع للعيش مع أهله، ويتعاشرا بالمعروف، فهذا حسن، وإلا فينبغي أن يتدخل حكم من أهله، وحكم من أهلها ليصلحا بينهما.
والله أعلم.