الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك، ويوفقك لما يرضاه، وأول ما ننصحك به أن تقفي عند حدود الشرع في معاملة خاطبك.
فالذي يظهر من سؤالك أنك تتوسعين في الكلام والتعامل معه، على وجه مخالف للشرع، فالخاطب أجنبي عن المخطوبة، شأنه شأن الرجال الأجانب، وانظري حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته، في الفتوى ذات الرقم: 57291
وأمّا بخصوص تعاملك مع والدة خاطبك: فلا مانع من الانقباض وعدم التوسع في التعامل معها، لكن الأولى أن تحسني صحبتها وتتجاوزي عن هفواتها، ولا سيما أنّ ما بدر منها يظهر أنها معذورة في بعضه، ويحملها عليه الغيرة المحمودة والحرص عليك.
واعلمي أنّ العفو عن المسيء خلق كريم، يحبه الله، ويثيب عليه أعظم الجزاء، ويزيد صاحبه عزاً وكرامة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: .. وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا.
كما أنّ مقابلة السيئة بالحسنة، والمبادرة بالكلام الطّيب ولو كان تكلفاً، مما يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. {فصلت:34}
وقال الغزالي -رحمه الله- في الإحياء: بل المجاملة تكلّفا كانت أو طبعا، تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلّل مرغوبها، وتعوّد القلوب التآلف والتحاب، وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد وغم التباغض. اهـ.
والله أعلم.