الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي للمسلم أن يفكر مجرد تفكير في الدعاء على أمّه بطلاقها من زوجها، أو تطليق أخواته من أزواجهن، فضلًا عن أن يقدم على ذلك بالفعل، فإن فعل بأن دعا بذلك عليهن، فقد وقع في عقوق أمه، وقطيعة رحمه؛ فإنه بهذا التصرف يؤذي أمه، ويسيء إلى أرحامه، وراجع في ضابط العقوق الفتوى ذات الرقم: 73485. وفي قطيعة الرحم الفتوى ذات الرقم: 116567. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى ذات الرقم: 115576.
وكون الأم لا تنصح بناتها بعدم البقاء معهم في البيت فترة طويلة، أو كون هؤلاء الأخوات مهملات، لا يسوغ الدعاء عليهن.
وبما أن هؤلاء الأخوات قد يسر الله لهن مسكنًا خاصًّا، فلا ينبغي لهن جعل أهلهن في هذا الضيق والتحريج عليهم.
وتكرار الزيارة، أو البقاء فترة طويلة، قد يكون سببًا للجفاء، وخلق المشاكل، وخاصة مع ضيق البيت، ووجود الأبناء.
ونوصي بأن يسود التناصح، وأن يستعان بالفضلاء من الأقارب، أو الأصدقاء؛ ليبين لهن خطأ ما يفعلن، وأن المرء كلما زار غبًّا، كان ذلك أدعى لمحبته، والعكس بالعكس، روى الطبراني عن عبد الله بن عمرو ـرضي الله عنهاـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: زر غبًّا؛ تزدد حبًّا. وهو حديث صحيح لغيره، كما قال الشيخ الألباني. ومعناه: أي: لا تكثر من الزيارات حتى تزداد محبتك، فالتوسط فيها مطلوب، قال الغزالي في إحياء علوم الدين: وهكذا يقصد التوسط في زيارته وغشيانه، غير مقلل ولا مكثر، فإن تقليل الزيارة داعية الهجران، وكثرتها سبب الملال. اهـ.
والله أعلم.