الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج كربك، ويفتح لك أبواب الرزق الحلال، ويبارك لك فيه، وأن يجنبك الحرام، ويوفقك للصبر على هذه الفتن، والثبات على الحق، فلا ريب في كون هذه الفتن شديدة، والنجاة منها لا تحصل إلا بمعونة الله، والرسوخ في مقام الصبر، ففي سنن الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ.
واعلم أنّ العمل في البنوك الربوية محرم، ولا يجوز إلا في حال الضرورة، وليس منها الحاجة إلى الزواج، وانظر الفتوى رقم: 145987، والفتوى رقم: 10959.
فإن لم تجد عملًا مباحًا تكسب منه ما يكفي لحاجاتك الأصلية؛ فحينئذ يجوز لك العمل في البنوك حتى تجد عملًا آخر.
واعلم أنّ العبد إذا كان حريصًا على مرضاة الله، واجتناب سخطه، وكان متوكلًا على الله، فسوف يرزقه رزقًا طيبًا، وييسر له سبل الكسب الحلال، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.
والله أعلم.