الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حذرك من النظر للنساء قدر المستطاع، وكذا اجتناب مشاهدة المسلسلات والأفلام، فجزاك الله خيرًا، وزادك هدى وتقى وصلاحًا، وثبّت على الحق قلبك، ورزقك حسن الختام، والبعد عن الآثام.
وقد أحسنت بتوبتك من الذنوب التي وقعت فيها، وإن ضعفت نفسك، ورجعت للذنب مرة أخرى، فلا تيأس، بل تب مرة أخرى كلما تكرر ذلك منك مرات، وانظر الفتوى رقم: 57184.
وجاهد نفسك، واجتهد في العمل على كل ما يبعث على العفة، وخاصة الصوم، كما جاء في السنة النبوية في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
وإذا أمكنك الزواج من هذه الفتاة، فهو أفضل، روى ابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
والدراسة ليست مانعًا شرعًا ولا عادة من الزواج، وكذا فارق السن، وكونها أكبر منك سنًّا، خاصة وأن الفارق ليس بالكبير؛ فاجتهد في محاولة إقناع أهلك، ووسّط لهم بعض أهل الفضل؛ ليبينوا لهم أن الزواج قد يكون معينًا على النجاح؛ لكونه سببًا للاستقرار النفسي، عسى الله أن يوفقهم إلى إقناعهم.
فإن تم ذلك وتيسر الزواج، فبها ونعمت، وإلا فاصبر حتى تكمل الدراسة.
وإن فاتك الزواج منها، فالنساء غيرها كثير. وكيفية علاج العشق بيناها في الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.