الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته صحيح، وأمر لا شك فيه، وهو أن الله على كل شيء قدير، وكل أمر عليه يسير، وحسن الظن به مطلوب شرعا، وكون المرء في ظرف حالك لا يمنع من أن يحسن الظن بربه تبارك وتعالى، وأمامنا قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم جميعا، وقد كانوا في لحظة عصيبة وصفها الله في كتابه، وبين أن المخرج كان في حسن ظنهم بالله، قال سبحانه: وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة:118}.
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة. وجاء في رواية لمسلم: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني.
إذن؛ فالدعاء مطلوب، وإن عظم الكرب، ويتأكد الدعاء في مثل هذه الحال، وعدم اليأس من رحمة الله، فاليأس من رحمته أمر مذموم، قال تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
والزواج نوع من الرزق، وسيأتي بإذن الله تعالى كلاً منكما ما كتبه الله لها، فالمطلوب فعل الأسباب، ومنها ما ذكرنا من الدعاء وإحسان الظن بالله، وكذلك الاستعانة بالثقات من الأقرباء الثقات والصديقات الصالحات.
فلا حرج على المرأة في أن تبحث عن الزوج الصالح، كما أوضحناه في الفتوى: 18430.
وكون المرأة لا تخرج من بيتها لا يعني أنها لن تتزوج، بل قد يكون ذلك من دواعي رغبة الرجال فيها، وقد تحرم من الزواج المرأة الخراجة الولاجة، وهذا مشاهد وواقع.
والله أعلم.