الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن هذا نوع من الابتلاء ينبغي التسلي فيه بالصبر، فعاقبة الصبر خير، وانظري الفتوى: 18103.
ونوصي أيضا بكثرة الدعاء، وسؤال العافية من هذا البلاء، فالله عز وجل يجيب دعوة المضطر، ويكشف الضر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
والسعي في التفريق بين الأحبة مسلك خطير، ومن فعل السحرة والشياطين، قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {البقرة:102}. وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته - قال: - فيدنيه منه ويقول: نعم، أنت.
وهذه الأمور والأحوال التي تذكرينها عنك وعن زوجك قد تكون بتأثير من السحر ونحوه، وعلاجه بالرقية الشرعية، والأفضل أن يرقي المسلم نفسه بنفسه؛ وإن احتاج لأن يرقيه آخر فلا بأس بذلك، على أن يتحرى ذوي الديانة والتقى، ويحذر السحرة والدجالين، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى: 7970، والفتوى: 5252.
وننبه إلى أنه لا يجوز أن يتهم أحد بعمل السحر إلا عن بيِّنة، فالأصل في المسلم السلامة حتى يتبين خلافها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ...... الآية {الحجرات:12}. ومن ثبت عنه أنه يقوم بذلك فالواجب نصحه، وتذكيره بالله -عز وجل-، وتخويفه بسوء عاقبة الإضرار بالناس، وأنه ربما يجازيه الله بجنس عمله، وأن الواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى.
والله أعلم.