منع الزوج زوجته من تكرار زيارة أهلها والمبيت عندهم

29-1-2019 | إسلام ويب

السؤال:
أنا متزوجة من ثلاث سنوات، ومغتربة عن بلدي، أنزل إجازة لبلدي شهرا في السنة، خلال الشهر زوجي يمنعني من أن أذهب عند أهلي غير مرة واحدة فقط، وممنوع أن أبيت عندهم، حتى لو طلبوا وتذللوا، فلا يرضى أبدا، ويقول: مفروض عليك أن تطيعيني في أيّ شيء آمرك به، حتى لو قلت لك لن تري أهلك أبدا، وصلي رحمك بمكالمة تليفونية. أتناقش معه وأقول له: أنا معك سنة كاملة، وهم لا يروني غير شهر في السنة، وابنتنا أول حفيدة لهم، فمن حقهم أن يرونا. يقول لي: الذي يريد أن يراك يأتي إليك في بيتك، لكن أنت لا تذهبي. أبي دعا أنه يُحرَم من بنته كما هو حارمني من بنتي. فهل من حقه أن يمنعني من الذهاب عندهم، ويكون عليَّ إثم لو أرضيته وأغضبت أهلي عليَّ؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فقد اختلف أهل العلم في حكم منع الزوج زوجته من زيارة والديها، وفي القدر الذي يأذن لها بزيارتهما، والراجح عندنا أن على الزوج أن يأذن لزوجته في زيارة أهلها بقدر المتعارف عليه من غير تحديد، ما لم تكن هناك مفسدة في زيارتها لأهلها، وانظري الفتوى: 110919.
ولا إثم عليك في طاعة زوجك في ترك المبيت عند أهلك، وعدم تكرار الزيارة، ولو غضب أهلك، فحقّ زوجك مقدم عند التعارض، قال ابن تيمية –رحمه الله- في مجموع الفتاوى: الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. اهـ ، فأنت مأجورة –إن شاء الله- على طاعة زوجك، وعلى حرصك على بر والديك قدر طاقتك.
لكن نصيحتنا لزوجك أن يأذن لك في زيارة أهلك، والمبيت عندهم بالقدر الذي تحصل به المؤانسة، وتطيب به نفوس الوالدين مراعاة لتغربك عنهم، ولا ينبغي له أن يتعنت، ويضيق عليك في زيارتهم دون مسوّغ.

والله أعلم.

www.islamweb.net