الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فربما كان ما وقع في قلبك من العجب واحتقار المسلمين، سببا في نكوصك على عقبيك، ووقوعك فيما وقعت فيه.
والواجب عليك الآن أن تبدأ في حياتك صفحة جديدة، وتعلم أن العبد مهما ابتعد عن الله تعالى، فإن بابه سبحانه مفتوح، ومن أقبل عليه سبحانه تلقاه من بعيد، ومن تقرب إليه شبرا، تقرب إليه سبحانه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا، ومن أتاه يمشي، أتاه -سبحانه- هرولة.
فانفض عنك غبار المعصية، والبعد عن الله، وانشط في طاعته -سبحانه-، وعد لما كنت عليه من الخير، مع إحسان الظن بربك، وإساءة الظن بنفسك. والعلم بأن التوفيق إنما هو منه سبحانه وبحمده، وعدم احتقار أحد من المسلمين أو ازدرائه، فتسير بين جناحي مشاهدة المنة، ومطالعة عيب النفس، وتسعى في تكميل نفسك بالفضائل ما أمكن، فتحافظ على الفرائض، وتكثر من النوافل، وتعود لحفظ القرآن، وتعلم العلم، واصحب الصالحين، واستعن بالدعاء، واللجأ والتضرع إلى الله تعالى، وجاهد نفسك؛ فإنك إن جاهدتها صادقا أعانك الله عليها، كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
وليس الدفاع عن الدين وظيفة العلماء فحسب، بل هو وظيفة المسلمين جميعا كل بحسبه.
وأما طرق تحصيل الإخلاص، ودفع الرياء، فانظر لبيان بعضها الفتوى: 134994.
والله أعلم.