الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نهنئك على ما ذكرتَ من السعي في قضاء حوائج المسلمين, وتفريج كرباتهم, وهذه عبادة عظيمة، ثبت الترغيب فيها. فقد جاء في صحيح الإمام مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وراجع المزيد عن هذا الموضوع في الفتوى: 346384.
و صنائع المعروف، تقي مصارع السوء، هو حديث صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
وننصحك بالثبات على ما أنت عليه من فعل الخير, فإنك مثاب عليه بإذن الله تعالى.
واعلم أن للشيطان مداخل على ابن آدم، منها أنه يلبس عليه في نيته حيث يشككه في أمره, فيزين له أن عبادته مدخولة، وأنها ليست خالصة، مما يؤدي إلى الانقطاع عن العبادة وترك العمل، بحجة فقد الإخلاص. وراجع الفتوى: 138811 ففيها كلام نفيس للعز بن عبد السلام في هذا المجال.
وفي حال ما أقدمتَ على فعل خير, ولم تستحضر نية الامتثال، فإنه يحصل لك الثواب. بناء على ما قاله بعض أهل العلم من أن الشخص يثاب على العمل الصالح, ولو ولم يستحضر نية الامتثال. وراجع التفصيل في الفتوى: 371548. وهي بعنوان: "هل يؤجر المسلم على أعمال الخير من غير نية؟"
والله أعلم.