الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك ويعفو عنك، ثم اعلم أن ندمك وحزنك الشديد على مقارفة تلك المعصية والعودة إليها، دليل على صدق إيمانك، وحياة قلبك، والحمد لله.
فلا تجزع ولا تأس، ولا تيأس من روح الله، ولا تقنط من رحمة الله مهما تكرر منك الذنب، ومهما فعلته، فتب. فإذا عدت وفعلته فتب، ثم إذا عدت وفعلته فتب، ولا تمل التوبة مهما تكرر الذنب ولو ألف مرة، حتى يمنَّ الله عليك بتوبة نصوح لا تعود بعدها لمقارفة الذنب، ولله تعالى حكمة بالغة في تقدير المعاصي على الخلق، وقد بينا طرفا من تلك الحكمة في الفتوى: 179915. والواجب عليك ألا تمل التوبة وتكرارها مهما تكرر الذنب، وإذا نجحت أسبوعا فأنت قادر على أن تنجح شهرا وعاما، وأبدا إن -شاء الله- وعلاج تلك الآفة بالمبادرة بالزواج إن أمكنك، وإلا فأكثر من الصيام، واصحب الصالحين، واجتهد في الدعاء واللجأ إلى الله تعالى والتضرع إليه، واقتل وقت الفراغ عندك بالعمل النافع لك في دينك ودنياك، وقاوم الأفكار والخواطر قبل أن تصير عزمات وإرادات، وانظر الفتوى: 150491.
نسأل الله أن يتوب عليك توبة نصوحا.
والله أعلم.