الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمؤمن العاصي، قد خلط عملًا صالحًا -وهو التوحيد، والإيمان-، وآخر سيئًا -وهو ما يقترفه من معصية لله تعالى-.
والشخص الواحد قد تجتمع فيه موجبات الحب، وموجبات البغض، فيحب بقدر ما عنده من الخير، ويبغض بقدر ما عنده من الشر، وانظر الفتوى: 366316.
ومحبة الله للعبد، لها علامات ودلالات، منها: التوفيق لطاعة الله تعالى، ومحبة الصالحين له، فمن كانت فيه تلك العلامات، فيرجى له أن يكون الله يحبه من غير جزم بذلك.
وأما الجزم بأن الله يحب شخصًا بعينه، فلا بد أن يكون ذلك استنادًا لنص من الوحي. وللفائدة راجع الفتاوى: 109983 - 17279 - 21885.
ولا شك أن إلهام الله الناسَ الدعاءَ لهذا الشخص، هو من مظاهر رحمته به، ولعل ذلك يكون سببًا في استقامته، ونزوعه عن معصيته.
وعليك -إن أردت الحيلولة بينه وبين المعصية-، تذكيُره بالله تعالى، ونصحه، وبيان خطر المعصية وشؤمها على فاعلها، وتذكيره باطلاع الله عليه، وإحاطته به، وعلمه بما يسره ويعلنه، ومحاولة انتشاله من بيئة السوء التي تحمله على المعصية، وخلطه بأهل الخير ممن يرغبونه في طاعة الله تعالى، مع الاجتهاد في الدعاء له.
ويمكن إهداؤه ما عسى أن ينتفع به من كتاب، ونحوه.
ولا تملّ من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، مع تحري الأوقات المناسبة لذلك.
والله أعلم.