الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على كل مسلم أن يجعل الصلاة وأداءها على وقتها من أولى أولوياته، فلا يفرط في ذلك بحال، ومن كان في عيادة الطبيب مثلا، أو في مصلحة حكومية يقضي حاجة، فإن عليه أن يصلي حيث كان، ولا يشترط مكان معين للصلاة، بل قد جعلت الأرض كلها مسجدا لهذه الأمة، رحمة من الله تعالى. فليتوضأ، وليصل حيث كان، وهذا لن يستغرق كبير وقت، ولا كبير جهد.
وإذا شق فعل الصلاة في وقتها، وكانت تلك الصلاة تجمع مع ما بعدها جمع تأخير، كالظهر التي يمكن جمعها مع العصر جمع تأخير، وكذا المغرب مع العشاء؛ فإن بعض أهل العلم يرخصون في الجمع بين الصلاتين والحال هذه، وقد ذكرنا كلام من يبيح الجمع بين الصلاتين للمشقة في الفتوى: 142323.
فهذا أقصى ما يمكن أن يترخص به المسلم، أن يجمع بين الصلاتين لحاجته جمع تأخير، وأما إضاعة الصلاة وإخراجها عن وقتها بغير عذر، فكبيرة من أعظم الكبائر.
والواجب على المسلم أن يؤدي الصلاة على وفق ما يمكنه من الظروف المتاحة، ولبيان خطر ترك الصلاة وإخراجها عن وقتها، انظر الفتوى: 130853.
فهذا عن سؤالك الأول.
وأما سؤالك الثاني: فإن كنتم أخرجتم صلاة المغرب عن وقتها بغير عذر، فقد أثمتم بذلك. وأما الصلاة فصحيحة، تبرأ الذمة بفعلها، لكن يلزمكم التوبة النصوح إلى الله تعالى من تعمد إخراج الصلاة عن وقتها. ثم إن كان لكم عذر يبيح جمع التأخير، فكان عليكم أن تنووا الجمع بين الصلاتين في وقت الأولى، وإن لم يكن لكم عذر يبيح الجمع، فكان عليكم أن تصلوا في الوقت سواء في تلك المزرعة، أو في الطريق.
والله أعلم.