الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، ويترتب عليها كثير من الأضرار على دين المرء، ودنياه، وسبق بيان بعضها في الفتوى: 7170، فلا يجوز لك ممارستها بحال، بل اجتهد في البحث عن مدرسة أخرى تأمن فيها على نفسك، فإن لم تجدها، وكنت في حاجة لهذه الدراسة، وأمكنك مغالبة الشهوة، وحمل نفسك على العفة، فلا بأس بالاستمرار في الدراسة فيها.
ومما يعينك على العفاف، وكسر الشهوة: الصوم، وصحبة الأخيار، وغض البصر، وشغل النفس بالذكر، ونحو ذلك مما يزيد الإيمان، ويبعد نزغات الشيطان. وللمزيد من التوجيهات بهذا الشأن انظر الفتوى: 100870.
وإن لم يكن هنالك انفكاك عن الوقوع في المعصية بسبب هذه الدراسة، فالواجب عليك تركها، فمصلحة حفظ الدين أولى بالاعتبار، وقد أحسن من قال:
فالدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران.
وقد وعد الله من اتقاه أن يجعل له فرجًا ومخرجًا، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}، وثبت في مسند أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه: إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله تبارك وتعالى، إلا آتاك الله خيرًا منه.
والله أعلم.