الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دام هذا المبلغ من المكسب الخاص بالمستشفى، ولا يضاف على فاتورة المريض، فلا يلزم أن يعلم به المريض أو أهله؛ فإن السمسرة جائزة شرعا، ولا يشترط فيها إلا علم من يدفعها. وراجع في ذلك الفتويين: 45996، 23575.
ويبقى أمر آخر، وهو أداء الأمانة في اختيار المستشفى المناسبة للمريض، سواء من حيث التكلفة، أو من حيث جودة الخدمات الطبية، فإن هذا من النصيحة المطلوبة من المسلم، كما قال جرير البجلي رضي الله عنه: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. متفق عليه.
قال النووي: ومما يتعلق بحديث جرير منقبة ومكرمة لجرير رضي الله عنه، رواها الحافظ أبو القاسم الطبراني بإسناده، اختصارها: أن جريرا أمر مولاه أن يشتري له فرسا، فاشترى له فرسا بثلاثمائة درهم، وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن، فقال جرير لصاحب الفرس: فرسك خير من ثلاثمائة درهم، أتبيعه بأربعمائة درهم؟ قال: ذلك إليك يا أبا عبد الله. فقال: فرسك خير من ذلك. أتبيعه بخمسمائة درهم؟ ثم لم يزل يزيده مائة فمائة، وصاحبه يرضى، وجرير يقول: فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة درهم فاشتراه بها. فقيل له في ذلك؟ فقال: إني بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على النصح لكل مسلم. اهـ.
والله أعلم.