الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا أولًا نشكرك على استقامتك على طريق الحق، وحرصك على سبل العفاف؛ فجزاك الله خيرًا، ونوّر قلبك بالتقوى، والإيمان، ورزقك دخول أعلى الجنان؛ إنه سبحانه اللطيف المنان.
واعلم أنه لا مؤاخذة على المسلم إذا أوقع الله عز وجل في قلبه حب امرأة، وعفّ نفسه عن الوقوع معها فيما حرم الله تبارك وتعالى، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 4220. هذا أولًا.
ثانيًا: أن الزواج من أمور الخير التي ينبغي المبادرة إليها، ففيه كثير من مصالح الدنيا والآخرة، وسبق أن نبهنا على بعضها في الفتوى: 340735.
والزواج من أفضل ما يرشد إليه من وقع في قلبه حبّ امرأة، فهو يطفئ لهيب العشق في القلب، ويبعث على العفة، فقد ثبت في سنن ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. قال المناوي في كتابه التيسير بشرح الجامع الصغير: أراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق، النكاح، فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره، إذا وجد إليه سبيلًا. اهـ.
ثالثًا: ننصحك بألّا تنخدع بمجرد ما رأيت منها من صلاح، بل ينبغي أن تتحرى في أمرها، وتسأل عنها الثقات ممن يعرفونها، فإن أثنوا عليها خيرًا، فيمكنك التقدم لخطبتها، وراجع للمزيد الفتوى: 8757.
رابعًا: لا حرج عليك -إن شاء الله- في إرسال رسالة لها تبدي فيها رغبتك في الزواج منها، ما دام ذلك في حدود الآداب الشرعية، ولو تم ذلك عبر وسيط -كأختك، أو أخيها-، فربما كان أفضل.
ولا بأس أن تأخذ منها رقم والدها للتواصل معه.
وفي الختام: إن تيسر لك الزواج منها، فبها ونعمت، وإلا فانصرف عنها تمامًا، واجتهد في أمر نسيانها، والبحث عن غيرها. ولمعرفة كيفية علاج العشق، راجع فتوانا: 9360.
والله أعلم.