الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك. والزواج نوع من الرزق سيأتيك بإذن الله ما كتب لك منه، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ {هود:6}، وروى البيهقي وغيره عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رُوح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها... الحديث.
والدعاء سلاح المؤمن ، وهو من أهم ما يحقق به المبتغى، وربنا كريم لن يخيب ظن من رجاه، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60} .
وليس هنالك صيغ خاصة للدعاء بالزواج، فلا بأس بدعائك بالألفاظ التي ذكرتِها، وهنالك بعض الأدعية العامة التي يسوغ الدعاء بها، ومن ذلك ما تضمنه الحديث الذي رواه أبو داود عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
وكذلك ما رواه ابن حبان - وهو حديث صحيح - عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن سهلاً إذا شئت.
وكذا ما رواه النسائي في الكبرى، وهو حديث أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: ما يمنعنك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين.
وحتى ييسر الله عز وجل لك الزواج هنالك جملة أمور يمكن أن تعينك في الحفاظ على نفسك من الوقوع في الحرام، وتبعد عن نفسك الضيق والاكتئاب، ومن أهمها الصوم حيث أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم العزاب من شباب الأمة، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 18578، والفتوى: 27977، والفتوى: 179589.
والله أعلم.