الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالواجب عليك أيتها السائلة التوبة إلى الله تعالى من ذنبك، فإن الخاطب قبل أن يعقد على المخطوبة أجنبي عنها كسائر الرجال الأجانب، والخِطبة لا تُحِلُّ للخاطبين ما كان يحرم عليهما قبلها، فتوبي إلى الله تعالى بالندم على ما فعلت، والعزم على عدم العودة إليه، وقطع تلك العلاقة الآثمة بالخاطب إلى أن يعقد عليك العقد الشرعي للنكاح، وإذا تبت توبة صادقة فإن الله تعالى يغفر لك، فقد قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طـه:82}. وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}. وقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. {الأنعام:12}.
وفي الحديث القدسي: يا ابن آدم؛ إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم؛ لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم؛ إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني.
والمهم الآن بعد التوبة أن تستري على نفسك، ولا تخبري أحدا بما حصل، فقد رغب الشرعُ المسلمَ في ستر نفسه وعدم فضحها، والله تعالى ستير يحب الستر، ويعاقب على المجاهرة، واقطعي فورا علاقتك بذلك الخاطب حتى يعقد عليك. وراجعي الفتوى: 138733.
والله تعالى أعلم.