الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم -أصلح الله حالك- أن طاعة الله تعالى، والقرب منه هو الجالب لكل خير، والدافع لكل شر، كما قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ {الأعراف:96}، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق2، 3}.
واعلم كذلك أن معصية الله تعالى هي أصل البلاء، وجالبة الشرور، وضنك العيش، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}. فالنصيحة الأولى المبذولة لك هي أن تجتهد في إصلاح ما بينك وبين الله تعالى، فتجتهد في الحفاظ على الفرائض والإكثار من النوافل، والتوبة مما أنت مقيم عليه من الذنوب ابتغاء وجه الله تعالى أولًا، وثق أن أبواب الرزق ستفتح لك، وأن ما تمر به من ضيق سينقضي عاجلا.
وعليك كذلك بالتوكل على الله تعالى، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه، ففوض أمورك كلها لله، وثق بحسن تدبيره لك، وكفايته إياك، وظُنَّ به الخير، فإنه تعالى عند ظن عبده به. وخذ بأسباب سعة الرزق الحسية من النظر في أسباب تلك المشكلات، وما أوجبها، وحاول علاجها بمشورة أهل الخبرة والاختصاص، وبالتفكير السليم في طرق الحل.
ولا بأس من استعمال الرقى النافعة من الكتاب والسنة؛ فإن فيها نفعا مما نزل من البلاء بسبب الحسد أو غيره على تقدير وجود شيء من ذلك.
وإذا وسع الله عليك فوسع على أهلك وقرابتك، وأكثر من الصدقة، فإن الصدقة من أعظم أسباب زيادة الرزق، وحصول الخلف من الله جل اسمه، كما قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {سبأ:39}.
وأكثر من دعاء الله تعالى، واللجأ إليه؛ فإن الدعاء من أعظم أسباب حصول المطلوب واندفاع المرهوب.
نسأل الله لنا ولك صلاح الحال وحسن الخاتمة.
والله أعلم.