الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ثبت أن هذه الفتاة قد فعلت قبل زواجك منها ما نسبته إليها، فلا شك في أنها قد أساءت، وأتت أمورًا منكرة، ولكن العبرة بحالها الآن، فإن كانت مستقيمة، وسيرتها حسنة، فأمسكها، وأكمل معها، وأحسن عشرتها، ولا تؤاخذها بما مضى، فإن المولى الكريم الخالق المنعم المتفضل يعفو ويغفر، فنحن أحوج لذلك، واستر عليها، فالستر على المذنب مطلوب شرعًا، كما بيَّنا في الفتوى: 33442، وراجع كذلك لمزيد فائدة الفتوى: 117433.
ونوصيك بإعانتها على أمر دينها بتعليمها، وحسن توجيهها، وكن قدوة لها في الخير، فنرجو أن تكون عاقبة ذلك خير -إن شاء الله-.
والواجب عليك صيانتها من أسباب الفتنة، والفساد بإلزامها بالستر، والحجاب، واجتناب الاختلاط المحرم، والخلوة بالأجانب، ونحو ذلك، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}: قوّامون عليهن، بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. اهـ.
وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته... والرجل راع في أهله، ومسؤول عن رعيته.... الحديث.
والله أعلم.