الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أنت فيه نوع من الابتلاء، فقابليه بالصبر، ففي الصبر خير كثير، وسبق بيان شيء من فضائله في الفتوى 18103. واحرصي أيضاً على الدعاء، وسلي ربك أن يكون لك عوناً ونصيراً، فمن أوى إليه آواه، ومن احتمى به حماه. نسأله سبحانه أن يفرج همك وينفس كربك.
وإن كان الواقع ما ذكرت؛ فقد أساء زوجك معك من عدة وجوه:
أولها: أنه لم يقابل حسن معاملتك له بمثله، ولم يحفظ لك جميل صبرك عليه، وهذا في الحقيقة نوع من اللؤم، فالكريم يقابل الإحسان بالإحسان.
ثانيها: أنه ادعى عليك ما ليس فيك، وما لم يحصل منك، وقد قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}.
ثالثها: طرده لك من البيت وتركه الإنفاق عليك، والنفقة حق للزوجة على زوجها، فلا يجوز له الامتناع عن القيام بها مع قدرته وإلا كان آثما، وراجعي الفتوى: 113285. وكذلك المهر حق للزوجة على زوجها، يجب عليه دفع الحالّ منه، ودفع المؤجل عند حلول أجله إن كان هنالك أجل، وإلا فعند حصول الفرقة، وانظري للمزيد الفتوى: 9746، ففيها بيان حقوق المطلقة.
ولعل الأولى أن يتدخل العقلاء ويحكموا في الأمر من أجل الإصلاح، ويمكن التحاكم للقاضي الشرعي إن اقتضى الحال ذلك ولم تُجدِ محاولات الإصلاح.
والله أعلم.