الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همّك، وينفس كربك، ويصلح ما بينك وبين زوجك.
ونوصيك أولًا أن تهوّن على نفسك؛ حتى لا تهلكها بالأسى، والأسف.
واحرص على لزوم الصبر، فالصبر يأتي بالخير -بإذن الله عز وجل-.
والسخط والجزع لا يدفع مرهوبًا، ولا يأتي بمرغوب، وراجع الفتوى: 18103 ففيها بيان فضائل الصبر.
ثانيًا: عليك بالاستمرار في الدعاء، وكثرة التضرع إلى الله تعالى، فهو سبحانه السميع المجيب، فقد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، ولمزيد الفائدة، انظر الفتوى: 119608، ففيها بيان أسباب إجابة الدعاء.
ثالثًا: احرص على توسيط العقلاء من الناس، ولعل الأفضل أن يكون من أهلك وأهلها، فعسى الله تعالى أن يجري الخير على أيديهم.
رابعًا: إن تيسر الإصلاح بينكما، فاجتهد في تجنب ما قد كان سابقًا سببًا في هذا الجفاء، والخصام، وأنت على علم بهذه الأسباب، وما دمت قد عرفت فالزم.
خامسًا: إذا أصرّت على طلب الطلاق، فانظر في أمر طلاقها، فالطلاق قد تترجح مصلحته، كأن تستحيل العشرة، ولا يحقق الزواج مقاصده، قال ابن قدامة في المغني: فإنه ربما فسدت الحال بين الزوجين، فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة، وضررًا مجردًا، بإلزام الزوج النفقة، والسكنى، وحبس المرأة مع سوء العشرة، والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح؛ لتزول المفسدة الحاصلة منه. اهـ.
ونلفت نظرك في الختام إلى أننا لدينا في موقعنا قسم للاستشارات، فلعلك إذا كتبت إليهم أن تجد منهم مزيدًا من التوجيهات النافعة، وهو على هذا الرابط:
http://consult.islamweb.net/consult/index.php
والله أعلم.