الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بما ختمت به سؤالك، وهو ما أسميته بالعلاقة مع بنات في العمل، فقد يكون هذا سبب المشكلة بينك وبين زوجتك؛ فهذه العلاقة الآثمة معصية، كما هو مبين في الفتوى: 30003.
والمعاصي قد يعاقب عليها صاحبها في دنياه قبل أخراه، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وجاء في الأثر عن الفضيل بن عياض أنه قال: إني لأعصي الله، فأرى ذلك في خلق دابتي، وامرأتي.
فبادر إلى التوبة النصوح، فعسى أن يجعلها الله عز وجل بابًا للخير، وانظر الفتوى: 5450، ففيها بيان شروط التوبة النصوح. وانظر أيضًا الفتوى: 48374، وهي عن حكم العمل في المكان الذي يكون فيه اختلاط بين الرجال والنساء.
ولا نستطيع الحكم على ما إن كنت ظالمًا لزوجتك أم لا كما تدعي هي؟ وأنت أدرى بنفسك. ولكن هنالك حقوق للزوجة على زوجها، بيناها في الفتوى: 27662، فإن كنت قائمًا بها، لم تكن ظالمًا لها.
وهنالك حقوق للأبناء على الآباء، مبينة في الفتوى: 23307، فإن أديت إليهم هذه الحقوق، لم تكن ظالمًا لهم.
وقد أحسنت بسعيك في الصلح، فإن الصلح خير.
وقد أساءت زوجتك بإصرارها على أمر الطلاق، فالطلاق يغلب أن تكون له آثاره السيئة، وخاصة على الأبناء، هذا مع التنبه إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تطلب من زوجها الطلاق إلا لمسوغ شرعي، كما هو مبين في الفتوى: 37112.
وإن أمكن أن تجد سبيلًا لجمع شمل الأسرة مرة أخرى، فينبغي السعي فيه.
وننبه إلى أنه عند الفراق ليس لمن له الحضانة أن يمنع الآخر من رؤية المحضون، أو زيارته، كما سبق بيانه في الفتوى: 97068.
والله أعلم.