الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشعورك بالألم، ووخز الضمير على ما تفعله، دليل على أن قلبك -والحمد لله- قلب حي، وأنك -بحمد الله- على خير، فإن المؤمن هو من تسره حسنته، وتسوؤه سيئته، ولكن ليس لك أن تقف عند هذا الحد، بل لا بد من السعي في علاج جذري لهذه المشكلة.
وأول طريق ذلك: المجاهدة الصادقة، ولا تمل من التوبة مهما تكرر منك الذنب، بل كلما عدت، فعد وتب، وإذا عدت ثانية، فعد وتب.
واستمر في مجاهدة نفسك حتى يمنّ الله عليك بالتوبة النصوح، التي لا تعود بعدها لهذا الذنب.
وعليك بمصاحبة أهل الخير، ومن تذكرك صحبتهم بالله تعالى، فينبهونك إذا غفلت، ويذكرونك إذا نسيت.
وانخرط في أنشطة دعوية، وتثقيفية، وتعليمية، كحفظ القرآن، وطلب العلوم الشرعية، ونحو ذلك.
واجتهد في الدعاء، والابتهال إلى الله تعالى أن يصرف عنك السوء والفحشاء، ويجعلك من عباده المخلصين.
ولو أمكنك الزواج عاجلًا، فهو أنجع علاج لداء الشهوة المستعرة، وإلا، فأكثر من كبح جماح نفسك بالصيام.
وأكثر الفكرة في أسماء الرب وصفاته.
وأكثر الفكرة في الموت، وأنه قد يدركك في أي وقت.
وتفكر كذلك فيما بعد الموت من الأهوال العظام، والخطوب الجسام -نسأل الله أن يمن علينا وعليك بالتوبة النصوح-.
والله أعلم.