الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فلا شك أنك أخطأت في مشاهدة وإحضار الفيلم المشتمل على منكرات وعرضه على الآخرين، فالواجب عليك الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى بالندم، والعزم مستقبلاً بعدم العودة إلى مثل ذلك، وإذا تبت تاب الله عليك، وقد دل الشرع على أن من تاب صادقاً، فإن ذنبه مغفور مهما كان ذلك الذنب عظيماً، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وَاَللَّهُ تَعَالَى غَافِرُ الذَّنْبِ قَابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَالذَّنْبُ وَإِنْ عَظُمَ وَالْكُفْرُ وَإِنْ غَلُظَ وَجَسُمَ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ تَمْحُو ذَلِكَ كُلَّهُ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ لِمَنْ تَابَ، بَلْ يَغْفِرُ الشِّرْكَ وَغَيْرَهُ لِلتَّائِبِينَ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وَهَذِهِ الْآيَةُ عَامَّةٌ مُطْلَقَةٌ؛ لِأَنَّهَا لِلتَّائِبِينَ. اهـ.
وإذا تبتِ فإنه لا يضرك -إن شاء الله تعالى- إصرار أصدقائك على مشاهدة ذلك الفيلم الذي أحضرتِه لهم ما دمت غير قادرة على نزعه منهم، فقد نص جمع من أهل العلم، على أن من تاب من نشر محرم، فإنه تقبل توبته، ولا يضره بقاء أثر ذنبه الذي لا يقدر على إزالته، وانظري لهذا الفتوى: 230461، والفتوى: 308086، كما نحيلك أيضاً إلى الفتوى: 148635، وهي عن خطورة الصداقة بين الجنسين إذا كنت تقصدين بالأصدقاء الرجال الأجانب أي غير المحارم.
والله تعالى أعلم.