الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن صور النساء المتبرجات في هذه المقاطع مثار للفتنة، وذريعة للفساد، فيجب الحذر منها، والبحث عن مقاطع تحوي المادة العلمية المطلوبة، وتخلو من المحاذير الشرعية، فذلك خير وأسلم للعاقبة.
فإن لم توجد، وكانت هنالك حاجة لهذه المقاطع، فلا حرج -إن شاء الله- في الاستفادة منها؛ لأن وجود مثل هذه الصور فيها مما تعم به البلوى، إضافة إلى أنها ليست مقصودة لذاتها، وإنما المقصود التعلم، فالمنع المطلق منها ربما أوقع الناس في شيء من الحرج.
سئل الشيخ ابن عثيمين في (لقاءات الباب المفتوح) عن حكم بيع الكتب العلمية المحتوية على بعض الصور؟
فأجاب: الكتب التي بها صورة تنقسم إلى قسمين:
قسم موضوع للصور, مثل ما يسمى الآن بمجلة البردة هذه، فلا يجوز شراؤها، ولا اقتناؤها؛ لأنه المقصود بها أولًا وآخرًا الصور.
وقسم آخر لا يقصد به الصور إنما يقصد به الفائدة، لكن قد يشتمل على صورة الذي كتب المقال: فهذا لا بأس من اقتنائها؛ لأن التحرز منها شاق .. وبيعها جائز؛ لأنه متى جاز استعمالها جاز بيعها، وكذلك لو كانت صور نساء، فالأمر بحسب القصد. اهـ.
والله أعلم.