الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن هنالك ميلًا غريزيًّا من الرجل للمرأة، ومن المرأة للرجل؛ ولذلك كان هذا الباب مدخلًا للشيطان، وسببًا للفتنة، والفساد، ومن هنا اهتم به الشرع، ووضع الحدود، والسياج المتين، والضوابط الشرعية في التعامل بين الجنسين، ويمكن مطالعة بعض النصوص المتعلقة بهذا في الفتوى: 363322، والفتوى: 340240، والفتوى: 21582.
فإن كان هذا التعليم ليس فيه مراعاة للضوابط الشرعية -وهو الظاهر-، بدليل ما ذكرت من تعليمك لهم كيفية الحصول على صديقات من الجنس الآخر، فهذا منكر؛ إذ لا يجوز للرجل أن يكون على علاقة بامرأة أجنبية عنه، وأن يتخذها خليلة، فهذا ما كان يفعله أهل الجاهلية، وحرَّمه الإسلام، كما قال تعالى: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة:5}، قال الشوكاني في تفسيره المسمى: فتح القدير: والخدن يقع على الذكر والأنثى، أي: لم يتخذوا معشوقات. اهـ.
فإن كان هذا حالك في تعليمهم، فأنت معين على معصية الله عز وجل، فعليك نصيبك من الذنوب والآثام، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وكما أن الدال على الخير كفاعله، فإن الدال على الشر كفاعله أيضًا، قال القرطبي في تفسير الآية السابقة: أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر، والتقوى، أي: ليعن بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى، واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه، وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدال على الخير كفاعله ـ وقد قيل: الدال على الشر كصانعه. اهـ.
فالواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل، وإغلاق هذه القناة، أو توجيهها في جانب الخير، ونشر الفضيلة، وما ينفع الناس.
وعليك بالاجتهاد -قدر الإمكان- في إزالة ما تركت من مقاطع مشتملة على مخالفات شرعية، وما عجزت عن إزالته، فمعفو عنه -إن شاء الله-. وانظر لمزيد الفائدة الفتويين: 29785، 387301.
والله أعلم.