الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن من أوقع الله عز وجل في قلبه حب امرأة، وعف نفسه عن الوقوع معها فيما لا يرضي الله تعالى، فقد أحسن، وأصاب، ونرجو أن يكون مأجورًا على ذلك، وراجع الفتوى: 4220.
وهذه الفتاة أجنبية عنك، فلا يجوز لك التصريح بحبك لها، أو شيء من ذلك، مما قد يفتح بابًا للشر، ويدعو للفتنة، وإذا كان العلماء قد شددوا في مجرد تعزية الأجنبية الشابة، أو السلام عليها، أو ردها على سلامه عليها، فكيف بما تسأل عنه من الكلام عن الحب، والغرام!؟ وانظر الفتوى: 21582، والفتوى 56052.
ولست في حاجة لها، وليست في حاجة لك فيما ذكرت من أمر التعليم، والتذكير بالله، والتنبيه للصلاة، فهذه أشياء يمكن تحقيقها بكثير من الوسائل، والسبل، وهي مجال يمكن أن يكون مدخلًا للشيطان، ووسيلة لاستدراجه لكما إلى الفساد، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}، فاجتنبها تمامًا، فالسلامة لا يعدلها شيء.
فإن تيسر لك في المستقبل الزواج منها، فذاك، وإلا فقل: عسى أن يكون خيرًا، فإنك لا تدري أين الخير، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.