الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في الفرق بين العفو والمغفرة، وأيهما أبلغ، وقد فصلناه في الفتوى: 115136، فقيل: العفو ينبئ عن المحو -كما نقلت في سؤالك-، وأما المغفرة فتنبئ عن الستر، فيكون العفو أبلغ من المغفرة؛ لأن المحو أبلغ من الستر.
وقيل: بل المغفرة أبلغ من العفو، وهذا ما رجحه ابن تيمية، فقال: ثم سألوه العفو، والمغفرة، والرحمة، والنصر على الأعداء؛ فإن بهذه الأربعة تتم لهم النعمة المطلقة، ولا يصفو عيش في الدنيا والآخرة، إلا بها، وعليها مدار السعادة، والفلاح:
فالعفو متضمن لإسقاط حقه قبلهم، ومسامحتهم به.
والمغفرة متضمنة لوقايتهم شر ذنوبهم، وإقباله عليهم، ورضاه عنهم؛ بخلاف العفو المجرد؛ فإن العافي قد يعفو، ولا يقبل على من عفا عنه، ولا يرضى عنه، فالعفو ترك محض، والمغفرة إحسان، وفضل، وجود.
والرحمة متضمنة للأمرين، مع زيادة الإحسان، والعطف، والبر.
فالثلاثة تتضمن النجاة من الشر، والفوز بالخير. اهـ. من مجموع الفتاوى.
والله أعلم.