الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن صلاح العبد، سبب من أسباب فتح الله تعالى عليه، وقد قال عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ {الأعراف:96}، ولكن القول أو الجزم بأن الله فتح لعبده؛ لأنه صالح، أو غير ذلك، نرى أنه مما لا ينبغي، فقد يفتح اللهُ تعالى لعبده أبواب الرزق بغير سبب من العبد أصلًا، بل فضلًا منه، وجودًا سبحانه وتعالى.
وقد يفتحه له استدراجًا، أو لغير ذلك، كما أن الله تعالى قد يضيق الرزق على عبده الصالح؛ لاختباره، أو تكفيرًا لسيئاته، أو غير ذلك من الحكم التي لا ندركها، وقد قال سبحانه وتعالى: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {العنكبوت: 62}، وقال تعالى: أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {الزمر:52}. ومعنى يقدر: يضيق.
والحاصل أن مثل هذه الأمور الغيبية، لا يُجزم فيها بشيء.
والله تعالى أعلم.