الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحديث: أسوأ الناس سرقة... رواه الإمام أحمد وغيره، عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسوأ الناس سرقة، الذي يسرق من صلاته: لا يتم ركوعها ولا سجودها، ولا خشوعها. وهو حديث صحيح. قال عنه الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي وجود إسناده المنذري.
بين النبي صلى الله عليه وسلم فيه وبلغة عجيبة حقيقة السرقة؛ فالسرقة نوعان: نوع متعارف عليه، ونوع غير متعارف عليه، فنبه على الثاني، وأنه أسوأ من الأول.
وحاصل معنى الحديث: أن المصلي قد يصلي ولكنه لا يطمئن في صلاته، فيخل بالركوع والسجود، أو لا يلقي لها بالاً فيخون تلك الأمانة ويسرق حق نفسه، فلا يحصل له الخشوع الذي هو روح الصلاة، فيخرج من صلاته وجوارحه لم تتأثر.
ولا أدل على ذلك مما نراه من كثير من المصلين أنهم يسيئون في معاملاتهم مع الناس ومع أهليهم وأولادهم، وفي أعمالهم، وذلك لأن قلوبهم وجوارحهم لم تخالطها بشاشة ولذة مناجاة الله في الصلاة، ولو كانوا كذلك، لغير الله من أحوالهم.
نسأل الله أن يرزقنا ذكره وشكره، وحسن عبادته.
والله أعلم.