الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس لك أخذ عمولة لنفسك من المشتري، ما لم تأذن لك جهة عملك في ذلك، فإن أذنت لك، فبها ونعمت، وإلا فليس لك أخذ شيء لنفسك من المشتري دون علم الشركة، حتى ولو دفعه إليك دون طلب، فلتؤده للشركة؛ لما روى أبو داود من حديث عدي بن عميرة الكندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس، من عمل منكم لنا على عمل، فكتمنا منه مخيطًا فما فوقه، فهو غل، يأتي به يوم القيامة. فقام رجل من الأنصار أسود، كأني أنظر إليه، فقال: يا رسول الله، اقبل عني عملك. قال : وما ذاك؟ قال: سمعتك تقول كذا وكذا. قال صلى الله عليه وسلم: وأنا أقول ذلك، من استعملناه على عمل، فليأت بقليله وكثيره، فما أوتي منه، أخذه، وما نُهي عنه، انتهى.
والله أعلم.