الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته أمر كبير، ومصيبة عظمى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإقامة المرأة علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها أمر منكر، وكونه من امرأة متزوجة، ورجل متزوج مما يشتد به النكير، ويعظم معه الإثم، إذ كيف لعاقل أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وراجعي الفتوى: 30003، والفتوى: 30425. وهذا الرجل يعتبر مخببا لك على زوجك، والمخبب من يسعى في إفساد العلاقة بين الزوجين، وقد ورد في هذا وعيد شديد، ففي الحديث الذي رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. وراجعي الفتوى: 7895.
ومجرد تفكيرك في أن يحدث شيء - ولعلك تعنين أن يفارقك زوجك - لتتزوجي من هذا الرجل، لهو نذير شر، واستمرار هذه العلاقة قد يترتب عليه ما هو أعظم، وهو الوقوع في الفاحشة إن لم تتداركك رحمة الله، وتقبلي على التوبة.
فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، وقطع أي علاقة لك مع هذا الرجل، وتجنب ما قد يقود إلى هذه المعصية مرة أخرى. وراجعي شروط التوبة في الفتوى: 29785.
وإذا أردت السلامة لدينك وعرضك، فاتركي العمل في هذا المكان، بل يجب عليك تركه ما دامت أسباب الفتنة قائمة. ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق 3:2}، وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنك لن تدع شيئا لله عز و جل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه.
والله أعلم.