الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق وأن أوضحنا كيفية اختيار الزوجة، وأن أساس ذلك الدين والخلق، فراجع الفتوى: 8757. وربما أنك من هذا الباب قد أتيت؛ فإنك قد وصفت هذه الفتاة بأنها غير ملتزمة، وأنها قد تفوتها صلاة في اليوم، فهذا إثم عظيم إن لم يكن ذلك من عذر من نوم أو نسيان مثلا. هذا أولا.
ثانيا: إن كانت قد خدعتك وتظاهرت بأنها تذهب للدراسة، والواقع خلاف ذلك، فقد أخطأت خطأ بينا، ووقعت في الكذب، والذي هو ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، وخوفها من فسخ الخطوبة لا يسوغ لها الوقوع فيه.
ثالثا: لا شك في أن الأصل سلامتها مما وصفته بخيانتها لك، والواجب إحسان الظن بها حتى يتبين أن الأمر خلاف ذلك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..... الآية. {الحجرات:12}. ولا تترك الشكوك تدب إلى نفسك بل اجتهد في مدافعتها، فهذا من تسويل الشيطان، ووسيلة من وسائله للتفريق بين الأحبة وهدم البيوت، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته - قال - فيدنيه منه ويقول: نعم أنت.
رابعا: نوصيك بأن تمسك عليك زوجك، وأن تحسن صحبتها، وأن تجتهد في تناسي ما قد حدث، واستمر في سبيل تربيتها على الخير والإيمان وطاعة الرحمن، فقد ذكرت أنها الآن أفضل مما قد مضى، فاشحذ همتها إلى الاستقامة لتنال الأجر العظيم من الرب الكريم، روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر لعلي رضي الله عنه: لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
خامسا: بخصوص أمر التعليم إن أمكن أن تكمل تعليمها من سبيل تأمن فيه المحاذير الشرعية وتكرار ما قد سبق فبها ونعمت، وإلا فاعمل على توجيهها إلى حفظ القرآن، وتعلم العلم الشرعي لتؤهل نفسها من هذا الجانب، ولا شك في أنه جانب أهم وأفضل.
والله أعلم.