الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دامت زوجتك الآن على ما ذكرت من كونها قد تابت، واستقام أمرها، وحسنت سيرتها، فعاشرها بالمعروف، وأدِّ إليها حقوقها، وكف لسانك عن سبها، وأذاها، واجتهد في تناسي ما قد مضى، فإن الله عز وجل يتوب على من تاب، ويعفو، ويغفر، كما قال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وفي الحديث المتفق عليه: إن العبد إذا اعترف بذنب، ثم تاب، تاب الله عليه. فإذا كان هذا رب العالمين، فلماذا لا نعفو نحن عباده، ونغفر؟!
ووجود هاتين البنتين بينكما، ينبغي أن يكون من أكبر دواعي تجاوز الأمر، والحفاظ على كيان الأسرة، فإن أي توهين لهذا الكيان، ربما انعكس سلبًا عليهما، وكانتا الضحية، وعندها يكون الندم، حيث لا ينفع الندم.
وننبه إلى أن من الخطأ أن يسأل الزوج زوجته عن ماضيها، وأن يتكلف البحث فيه، بل عليه أن يعتبر بحالها الآن.
ولا يجوز لزوجته أن تكشف له عنه، بل عليها أن تتوب، وتستر على نفسها، وعليك أنت كذلك أن تستر عليها، وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 188851، والفتوى: 244426.
ونختم بالقول: إن على الزوج أن يحرص على تربية أهله على الدين، والإيمان، وطاعة الرحمن بالعلم، والتوجيه، وكونه قدوة حسنة لزوجته، فهو مسؤول عنها، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره: قوامون عليهن، بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه، وكفهنّ عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. اهـ.
والله أعلم.