الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فها هنا أمور:
أولًا: ما تعاني منه من الاكتئاب، من أهم طرق علاجه، القرب من الله تعالى، والاجتهاد في طاعته، وليس الإعراض عن الله تعالى، وارتكاب كبائر الذنوب حلًّا لمشكلتك، بل إنه يضاعف تلك المشكلة، فعليك أن تجتهد في طاعة الله تعالى، فإن بها ينال خير الدنيا، والآخرة، كما ننصحك بمراجعة الأطباء الثقات؛ امتثالًا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي.
ثانيًا: ترك الصلاة، من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات، وانظر الفتوى: 130853، فإياك وترك الصلاة، فإنك تعرض نفسك بذلك لغضب الله، ومقته، وعقوبته العاجلة، والآجلة.
ثالثًا: مشاهدة ما لا يحل، من المحرمات، التي يجب عليك التوبة منها، ويعينك على التوبة، والحفاظ على صلاتك، وغير ذلك من أعمال البر؛ إدمان الدعاء، واللجأ إلى الله تعالى، ولزوم الذكر، وصحبة الأخيار، والجد في مجاهدة النفس، فإن الله تكفل بمعونة من يجاهد نفسه مخلصًا، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
رابعًا: ما فعلته من تعمد الإمذاء بالنظر في نهار رمضان، إثم، يجب عليك التوبة منه، وهو موجب للقضاء فقط دون الكفارة، عند المالكية، قال في منح الجليل: وَإِنْ أَمْذَى، فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ، إلَّا أَنْ يَحْصُلَ عَنْ نَظَرٍ، أَوْ فِكْرٍ بِلَا قَصْدٍ، وَلَا مُتَابَعَةٍ، فَقَوْلَانِ: أَظْهَرُهُمَا: لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ. انتهى. وهذا قد حصل بمتابعة النظر منك، فوجب فيه القضاء عند المالكية قولًا واحدًا.
ونحن نفتي بأن خروج المذي، لا يوجب القضاء، ولو قضيت احتياطًا، فحسن.
والله أعلم.