الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن حكم اللحوم في بلاد أهل الكتاب مع شيوع الذبح عندهم بطرق غير شرعية، محل إشكال كبير بين المعاصرين؛ فمنهم من يرخص فيها -ما دام لم يُعلم أنها ذبحت بطريقة غير شرعية-؛ نظرًا لأن الأصل في طعام أهل الكتاب الحل، ومنهم من يمنع مما لا تبين ذبحه بطريقة شرعية؛ لأن الأصل في اللحوم التحريم؛ حتى يثبت حلها، وراجع بيان ذلك الفتويين: 210529، 315898.
فإن أراد السائل أن يعمل في توصيل طلبات ذلك المطعم؛ عملًا بقول من يرى أن الأصل إباحة اللحوم في بلاد أهل الكتاب حتى تتبين حرمتها، فلا تثريب عليه، لكن لا شك في أن الأورع، والأحوط، والأسلم هو اجتناب العمل في مثل تلك المطاعم؛ بعدًا عن الشبهة.
وراجع للفائدة الفتوى: 319819.
والله أعلم.