الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تجتهد في تعلم ما يقرره العلماء، ويذكرونه من الحجج على أقوالهم، دون خوض بعقلك، مع قصور آلتك فيما لا تحسنه، فإن ذلك يفضي إلى الوقوع في أخطاء كبيرة:
ومثال ذلك ما ذكرته من الكلام، فهو مشتمل على جملة من الأغلاط، فزعمك أن نجاسة الكفار حسية، هو خلاف التحقيق.
وما ذكرته من معنى الاجتناب، لا يشهد له شرع، ولا لغة، ولو كان سائغًا هنا لكان اصطحاب الخمر، وعدم توقيها مأمورًا به شرعًا، إلى غير ذلك من التخليط الواقع في هذا الكلام.
وعلى كل حال؛ فالنصيحة المبذولة لك هي الإقبال على التعلم، والنظر في كلام أهل العلم، وألا تستقلّ بالاستنباط، والفهم؛ حتى تحصل لك ملكة تعينك على ذلك؛ لئلا تتكلم في دِين الله بغير علم، فتقع في خطر عظيم.
وأما الجلوس بجانب من وضع تلك العطور، فلا يضر، ولا تنتقل النجاسة بمجرد شم تلك الرائحة.
والنجاسة المعنوية -كنجاسة الكفار على التحقيق-، لا تبطل الوضوء، ولا الصلاة.
وليس في مصافحتهم، ومؤاكلتهم، ونحو ذلك إثم أصلًا.
والله أعلم.