الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه العلاقة في حدود المحبة المعتادة، فلا إشكال فيها، بل هي أمر طيب، ولكن لا يبدو أن الأمر كذلك، وأنها من جنس ما يسمى بالإعجاب الذي يكون بين الرجل والرجل، والمرأة والمرأة، وقد تكلمنا عن شيء من خطورته، ومفاسده، وسبل علاجه. فراجعي الفتوى: 8424.
ولا مؤاخذة على أيٍّ منكما فيما يتعلق بمجرد الشعور القلبي إن لم يترتب عليه محظور من قول أو فعل، فمن اتقت الله عز وجل، وعملت على مدافعة هذا الشعور، وعفت نفسها نرجو أن تكون مأجورة بإذن الله، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به.
وننصح بالابتعاد عنها ما دام هذا الشعور تجاهها ينتابك خشية أن يستغل ذلك الشيطان، فيقودكما إلى ما لا تحمد عقباه، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}، والسلامة لا يعدلها شيء.
والله أعلم.