الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتوبة من ذنب مع الإصرار على غيره، تصح عند الجمهور، ولتنظر الفتوى: 66719.
ومن كانت نفسه تنازعه إلى المعصية، ويكفها طاعة لله تعالى، وإيثارا لمرضاته؛ فإن توبته صحيحة.
وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُتِبَ إِلَى عُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ رَجُلٌ لَا يَشْتَهِي الْمَعْصِيَةَ، وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أَفْضَلُ، أَمْ رَجُلٌ يَشْتَهِي الْمَعْصِيَةَ وَلَا يَعْمَلُ بِهَا؟ فَكَتَبَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَهُونَ الْمَعْصِيَةَ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهَا، أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ. انتهى. من تفسير ابن كثير.
وإن كان من اطمأن قلبه بالإيمان، ولم تنازعه نفسه للمعصية أحسن حالا، فعلى الشخص أن يجاهد نفسه حتى يصل إلى تلك المنزلة العالية من الإيمان، وذلك بدوام ذكر الله تعالى، والاستعانة به، واللجأ إليه، والأخذ بأسباب زيادة الإيمان.
والله أعلم.