الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ثبت أن إحدى الزوجات مصابة بمرض معدٍ، يمكن أن ينتقل بالجماع، فلا يجوز للزوج أن يكون سببًا فيما قد يلحق الضرر ببقية زوجاته، فالضرر يزال، كما في القاعدة الفقهية.
وإذا لم يهتم الزوج لأمر هذا المرض، فعلى هذه الزوجة أن تخبر الأخريات؛ حتى تكون الواحدة منهن على بينة من أمرها، وهذا من باب النصيحة، وهي حق للمسلم على أخيه المسلم، روى مسلم في صحيحه عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة». قلنا: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم».
جاء في شرح النووي على مسلم: وأما نصيحة المسلمين ـ وهم من عدا ولاة الأمرـ فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم، ودنياهم، وكف الأذى عنهم، فيعلمهم ما يجهلونه من دِينهم، ويعينهم عليه بالقول، والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم... اهـ.
وننبه في الختام إلى أن كون الزوجة مصابة بمرض معدٍ، لا يعني أنها قد فعلت الفاحشة، ولا يجوز أن تتهم بذلك، أو يساء بها الظن، بل الأصل في المسلمين السلامة؛ حتى يتبين خلافها، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.
والله أعلم.