الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتملّق الموظف لمديره ليتغاضى عن تقصيره في عمله، ويعطيه ما ليس من حقّه حرام، وذلك يعد خيانة للأمانة من جهة المدير والموظف، وإذا زاد الموظف على ذلك الإساءة بغير حق إلى غيره من الموظفين، والتقليل من جهودهم في العمل، زاد إثمه، وعظم ذنبه.
والواجب على الموظف أن يتقي الله، ويقوم بعمله المكلف به على الوجه المطلوب، ولا يضيع ساعات الدوام في غير عمله المكلف به، وإن كان غيره من الموظفين أو المسئولين مفرطاً في عمله غير قائم بالأمانة فيه، فليس ذلك عذرا لتهاونه في عمله، ولكن عليه أن يتقن عمله، ويحفظ وقته، ابتغاء مرضاة الله، وأداءً للأمانة.
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: فالواجب على الموظف أن يؤدي الأمانة بصدق وإخلاص وعناية، وحفظا للوقت حتى تبرأ الذمة، ويطيب الكسب، ويرضي ربه، وينصح لدولته في هذا الأمر، أو للشركة التي هو فيها، أو لأي جهة يعمل فيها، هذا هو الواجب على الموظف أن يتقي الله، وأن يؤدي الأمانة بغاية الإتقان وغاية النصح، يرجو ثواب الله، ويخشى عقابه ويعمل بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}
ومن خصال أهل النفاق الخيانة في الأمانات؛ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» متفق عليه، فلا يجوز للمسلم أن يتشبه بأهل النفاق، بل يجب عليه أن يبتعد عن صفاتهم، وأن يحافظ على أمانته، وأن يؤدي عمله بغاية العناية، ويحفظ وقته ولو تساهل رئيسه، ولو لم يأمره رئيسه، فلا يقعد عن العمل، أو يتساهل فيه، بل ينبغي أن يجتهد حتى يكون خيرا من رئيسه في أداء العمل، والنصح في الأمانة، وحتى يكون قدوة حسنة لغيره. انتهى من مجموع فتاوى ابن باز.
والله أعلم.