الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحسنات والسيئات توزن يوم القيامة، ومن رجح ميزان حسناته نجا، ومن كانت الأخرى فهو تحت مشيئة الرب تعالى.
وعلى كل حال، فالخوف من حبوط الأعمال أمر حسن، لكن لا بد أن يكون هذا في سياقه الطبيعي، وألا يتحول إلى وسواس مرضي مقعد عن الصالحات، مثبط عن الطاعات، فعليك أولا أن تجتهد في التعلم لمعرفة ما هو طاعة وما هو معصية؛ لئلا تظن معصية ما ليس كذلك، فتوسوس بلا موجب أصلا، وليست كل مخالفة للوالد تعد عقوقا يستوجب العقوبة، وقد بينا حد طاعة الوالد الواجبة في الفتوى: 356467، فلتنظر.
ثم عليك أن تجتهد في تجنب المعاصي والسيئات ما أمكنك، وأن تستغفر كلما ألممت بشيء منها، وأنت بهذا على خير عظيم، ودع عنك الوساوس المرضية الخارجة عن حد الاعتدال؛ فإنها تضر ولا تنفع، واستمر في مجاهدة الوساوس حتى يذهبها الله عنك بالكلية، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.