الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فوعد هؤلاء الشباب بالمكافأة مع نية الإخلاف، لا شك أن هذا من جملة الكذب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ, فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ, وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ, وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ, وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ, حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وفي سنن أبي داود من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟» قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا، كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ».
وهذا شبيه بفعلتك مع القراء حيث منيتهم بعطيةٍ، وأنت في نيتك أنك لن تعطيهم شيئا، وكون الشباب عازفا عن القراءة، هذا لا يبرر الكذب عليه، وربما كان الكذب عليهم سببا في صدهم عما تدعوهم إليه من الخير والجد، وقالوا: لو كان فيه خير لما كذب علينا، بل ربما عمموا هذا الحكم على كل داع للخير، فاتق الله تعالى، وتب إليه، ولا تكذب على عباده.
والله تعالى أعلم.