الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلحكما ويصلح بينكما، ويهديكما لأرشد أمركما، ويعينكما على المعاشرة بالمعروف، والمصاحبة بالحسنى.
وقد تضمن سؤالك أموراً عديدة، وجوابنا عليها سيكون في النقاط التالية:
- اتصالك بأمّك عند شعورك بالمرض قبل الولادة لا حرج فيه، إلا إذا كان زوجك قد منعك من ذلك، ونبّه عليك أن تتصلي به في مثل هذه الأحوال، فقد كان عليك طاعته في ذلك.
- ذهابك إلى بيت أهلك دون إذن زوجك، وامتناعك من الرجوع إلى بيته من غير عذر؛ غير جائز.
- لم يكن لك طاعة أبيك في الامتناع من الرجوع إلى بيت زوجك، فطاعة زوجك وحقّه عليك مقدم على طاعة أبيك.
قال ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى: الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أبويها، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. انتهى.
- لم يكن لزوجك أن يسيء إلى أبيك، وكان ينبغي عليه أن يفي بما وعدك به من الإذن لك بالذهاب إلى بيت أهلك عند الولادة.
- لم يكن أبوك على حق في السعي في طلاقك بسبب إساءة زوجك إليه، وقد أحسنت بعدم مجاراته في ذلك.
- لم يكن على زوجك أن يأتي إلى بيت أهلك ليردك إلى بيته ما دمت خرجت دون إذنه، لكن كان الأفضل والأولى أن يفعل ذلك. وراجعي الفتوى: 376477
- ليس من حقّ زوجك أن يمنع أمّك من زيارتك في بيتك، إلا إذا خشي إفسادها لك عليه، وراجعي الفتويين: 197089،299581
- نصيحتنا لك أن تصبري على زوجك وتعاشريه بالمعروف، وتتفاهمي معه، وتجتهدي في الإصلاح بينه وبين أهلك، وتحرصي على تأليف القلوب، والإخبار بكل ما يؤدي إلى الألفة، واجتناب ما يثير التشاحن والتباغض، وإخفاء ما يؤدي إليه ولو بالإخبار بغير الحقيقة، فليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا، وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.
والله أعلم.