الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعمل في البنوك الربوية غير جائز لما فيه من الإعانة على الحرام، فالربا من أكبرالكبائر التي توجب اللعن، ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ. وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ.
قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين، والشهادة عليهما. وفيه تحريم الإعانة على الباطل. انتهى.
لكن إن كان الشخص مضطرا إلى العمل في البنك الربوي، بحيث لا يجد عملاً آخر، ولا وسيلة للكسب الحلال يسد بها حاجاته الأصلية سوى العمل في البنك الربوي، فيجوز له العمل للضرورة حتى يجد سبيلاً آخر، وانظر حد الضرورة المبيحة لمثل هذا العمل، في الفتوى: 145987.
وعليه؛ فقد أصبت وأحسنت بعدم قبول العمل في البنوك الربوية، وإيثار العمل المباح، ولو كان في بلاد بعيدة، ولا ينبغي أن تكون متردداً أو خائفاً بسبب هذا الاختيار، فقد آثرت آخرتك على دنياك، فأبشر بكل خير -بإذن الله- فلن يضيعك الله، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.